شريط إخباري

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

ضع إشهارك هنا

حركة طالبان حليفة غير متوقعة في مكافحة الإرهاب


 بعد ثلاث سنوات على خروج الائتلاف الغربي من أفغانستان وسط فوضى عارمة مع سيطرة طالبان على كابول، باتت الحركة محاورا غير متوقع في مكافحة الإرهاب على وقع اعتداءات تنظيم الدولة الإسلامية ولاية خراسان في عدد من الدول، بحسب رأي خبراء.


وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لوكالة فرانس برس إن الحكومة "تتبادل معلومات أحيانا مع الدول التي تطالها هذه الجماعة"، في وقت شهدت أفغانستان في أيلول/سبتمبر اعتداءين على الأقل نفذهما تنظيم الدولة الإسلامية ولاية خراسان أوقعا ما لا يقل عن عشرين قتيلا.

وهذا ما أكده غراهام سميث الباحث في مجموعة الأزمات الدولية موضحا لوكالة فرانس برس أن "مسؤولين في أجهزة استخبارات غربية قالوا لي إن هناك تعاونا مع طالبان ضد تنظيم الدولة الإسلامية ولاية خراسان".

وأفاد عن "تبادل معلومات تسمح لطالبان بالقيام بأعمال فتاكة ضد الإرهابيين".

وأعلنت كابول الإثنين قتل عنصرين في تنظيم الدولة الإسلامية ولاية خراسان وتوقيف طاجيكستاني "كان يخطط لعملية انتحارية".

هناك غارات كثيرة لا تعلق عليها العواصم الأجنبية التي لم يعد لها تمثيل دبلوماسي في كابول.

وأضاف سميث "ثمة فجوة بين الخطاب العلني للغربيين الذين ينددون بشريعة طالبان المتشددة" التي تقمع الأفغانيات خصوصا "وهذه الدول نفسها التي تريد من طالبان أن تفرض احترام القانون" في مواجهة الجماعات المسلحة.

لكن دعم الحركة بالأموال والتكنولوجيا ليس أمرا بديهيا بالنسبة للدول الغربية، وهي لا تعترف بالإمارة الإسلامية التي حلت محل الجمهورية في عام 2021.

يقول آرون زيلين من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن "طالبان لديها حدود ضمن ما يمكنها فعله"، لانه رغم استيلائها على ترسانة أجنبية في 2021، ليس لديها سوى إمكانات تكنولوجية محدودة.

أشار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة العام الماضي إلى أن "طالبان طلبت سرا دعما استخباراتيا ولوجستيا" لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ولاية خراسان، "وعرضت أن تكون شريكا في الحرب ضد الإرهاب".

وأوضح زيلين أنه من آذار/مارس 2023 إلى الشهر نفسه عام 2024، خطط تنظيم الدولة الاسلامية ولاية خراسان الذي تأسس عام 2015 لـ21 اعتداء في تسع دول، مقابل ثمانية في الأشهر الـ12 السابقة.

ويرى الخبراء أن هذا دليل إضافي على زيادة التجنيد في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة في آسيا الوسطى المجاورة لأفغانستان.

وتقول أميرة جدون من جامعة كليمسون الأميركية إن هذه الهجمات "أدت بالطبع إلى اشتداد القلق في العالم" و"خلقت دينامية لزيادة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب مع طالبان"، حتى وإن كان "الأمر غير واضح".

بعد هذا الهجوم، أعلنت موسكو أنها تريد شطب طالبان عن لائحتها للكيانات "الارهابية".

وقال القائم بالأعمال الروسي في أفغانستان ديمتري جيرنوف في تموز/يوليو إن "طالبان هي بالتأكيد حليفتنا في مكافحة الإرهاب" مضيفا "انهم يعملون على تصفية الخلايا الإرهابية".



ترى تريشيا بايكون من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن روسيا هي "المرشح المفضل" للتعاون لكن "طالبان حريصة جدا على سيادتها".

وقالت لوكالة فرانس برس "لا أعتقد أنهم سيسمحون للروس بالقدوم والتجول في كل مكان".

لا سيما وان تنظيم الدولة الإسلامية ولاية خراسان معروف بانه يقوم بالتجنيد حتى في صفوف عناصر سابقين في طالبان.

وتشارك الولايات المتحدة أيضا، وتندد سلطات طالبان بانتظام بتحليق مسيرات أميركية في أجواء أفغانستان.

وكانت واشنطن حذرت موسكو وطهران من هجمات وشيكة على أراضيهما، ما يدفع للاعتقاد بانها كانت تراقب عن كثب تنظيم الدولة الاسلامية ولاية خراسان.

وتعرض الأميركيون أنفسهم لضربات هذا التنظيم، ففي آب/اغسطس 2021 وتسبب اعتداء ضخم خلال عملية الاجلاء الفوضوية من مطار كابول بمقتل 170 أفغانيا و13 جنديا أميركيا.

وحذر قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، الجنرال مايكل إريك كوريلا هذا العام من أن تنظيم الدولة الاسلامية-ولاية خراسان "لا تزال لديه القدرة على ضرب المصالح الغربية في غضون ستة أشهر، سواء بدون تحذير مسبق أو بتحذير مسبق ضئيل".

لكن جدون لفتت إلى أن "الروابط المحتملة بين طالبان وجماعات أخرى مثل تنظيم القاعدة" الذي نفذ اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001 الدامية في الولايات المتحدة "تحد بشكل كبير من إمكانية حصول تعاون".

وأضافت "من المرجح أن يكون مثل هذا التعاون محدودا وغير مباشر وموجها بشكل أساسي نحو التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان".

وسيترتب عليه بحسبها الموازنة "بين ضرورة مواجهة هذا الخطر الناشئ" و"المخاوف الأخلاقية والاستراتيجية الهائلة الناجمة عن التعاون مع نظام طالبان".

Post a Comment

0 Comments